أبوابٌ لها أبواب
مرّ وقتٌ طويل على آخر مرّة أمسكت فيها القلم وشرعتُ بالكتابة، لكنّي اليوم نفضت الغبار عن أوراقي وكلماتي وجئت أكشفُ لكم شيئًا متعبًا وحزينًا على غير العادة. في طفولتي، كانت العودة إلى المنزل دائمًا فعلًا بسيطًا ومريحًا. كنت أسير بجانب والديّ، يدي الصغيرة تمسك بأيديهما، متسابقةً مع إخوتي بحماسٍ للدخول إلى البيت. ولكن عندما نصل إلى الباب، كان هناك شيء غريزي يدفعني للتراجع خطوة إلى الوراء، والوقوف بصمتٍ، لأترك لوالديّ الفرصة لفتح الباب أولًا. كانا يخرجان المفاتيح من جيوبهما، أصابعهما تلامس المعدن البارد للمفاتيح، وبسلاسةٍ متمرّسةٍ، كانا يفتحان الباب، يتركوننا ندخل إلى المنزل، ثم يغلقان الباب خلفنا. لم أفكر كثيرًا في ذلك حينها. كان الأمر مجرّد جزءٍ من الحياة اليوميّة، ولكن مع مرور الوقت، بدأ المعنى وراء هذا الفعل الصغير، الذي لم أكن ألاحظه، يتكشّف لي ويطفو على سطح أفكاري. إن هناك فنًا لفتح الأبواب، وهو شيء لم أفهمه تمامًا إلا عندما كبرت. في طفولتي، كان الباب دائمًا مدخلًا للدفء، للأمان، للمنزل، ولكن مع تقدّم العمر، أصبح نفس الباب شيئًا أثقل بكثير—شيئًا رمزيًا. لم يكن الأمر مجرد فتح باب للدخو...